كل شيء من حوله يتحرك ، لا مجال للتوقف ، لا فرصة للدخول إلى الذات ، لا وقت لفهم المشاعر وترجمتها ، في داخله أكداس من البكاء و آلاف من العويل وفي حنجرته الكثير من الصراخ والإحتجاج ، كان وجهها ووجه والديه وابنته مخزونا يستمد منه قوّته وهو اليوم وبعد هذه السنوات من الفراق بدأ الضباب يعلق على تلك الوجوه فلا تظهر واضحة ، ما الذي حدث لي ؟ ما هذه الذاكرة الخائنة ؟ ( يحدّث نفسه ) ، ظلّ في مدينة جورج تاون خمس سنوات ينتقل من عمل إلى آخر وكان كل وقته واجما مذهولا مبتعدا عن الأضواء والضجيج .